أهالي إقليم الجزيرة: سننتقم لدماء الشهداء

أكدت شعوب شمال وشرق سوريا، اليوم، في مراسم تشييع الشهيد محي الدين إبراهيم كلو، انهم سينتقمون لدماء الشهداء ولن يتراجعوا خطوة واحدة للوراء في الدفاع عن أرضهم.

شيّع اليوم عشرات الآلاف من مكونات إقليم الجزيرة جثمان المقاتل في قوات الدفاع الذاتي، محي الدين إبراهيم كلو والذي استشهد يوم أمس في قصف مسيّرة تابعة لدولة الاحتلال التركي لمدينة قامشلو، إلى مثواه الأخير في مزار الشهيد دليل صاروخان بقامشلو.

وشارك في مراسم التشييع عشرات الآلاف من مكونات إقليم الجزيرة. مراسم التشييع بدأت بالوقوف دقيقة صمت وسط رفع إشارة النصر من قبل كافة الحضور، تلتها كلمة الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في مدينة قامشلو، هيفي السيد، أكدت من خلالها أن حضور عشرات الآلاف من مكونات المنطقة في مراسم تشييع الشهيد هو رد كبير على هجمات العدو، قائلة: " نحن أصحاب عشرات الآلاف من الشهداء، لذا لن يتمكن أحد من كسر عزيمتنا وسننتقم لدماء شهدائنا".

وأضافت: "هذه ليست المرة الأولى التي نتقدم فيها بالعزاء لعائلة كلو الوطنية التي ضحت بالعشرات من أبنائها وبناتها من أجل هذا الشعب، لذا نبارك شهادة الشهيد محي الدين على قائد الإنسانية القائد عبدالله أوجلان أولاً وعلى جميع شعبنا".

واستذكرت هيفي السيد قول الشخصية الوطنية الشهيد يوسف كلو والذي استشهد في قصف طائرة مسيّرة تابعة لدولة الاحتلال التركي، قائلة: "سقينا شجرة الحرية بدماء أبنائنا وبناتنا، وأنا مستعد لتقديم 50 شهيداً من أبنائي في سبيل تحرير شبر واحد من أرض كردستان".

"سننتقم لدماء شهدائنا من العدو"

من ثم ألقى القيادي في  قوات الدفاع الذاتي فيصل مراد كلمة استذكر فيها كافة شهداء الحرية وشهداء عائلة كلو الوطنية بالتحديد، قائلاً: "ننحني إجلالاً وإكراماً لجميع شهدائنا وبالأخص شهداء عائلة كلو الذين أصبحوا مثالاً في كردستان عامة وليس في روج آفا فحسب".

فيصل جدد عهده بمواصلة خطا الشهداء حتى الوصول إلى أهدافهم التي ضحوا بدمائهم في سبيلها، وقال: "سننتقم لدماء شهدائنا، لذا كونوا على ثقة تامة بأن العدو لن يتمكن من كسر معنوياتنا ولن نتراجع خطوة واحدة للوراء لأننا متأكدون أن شعبنا سيبقى إلى جانبنا وسيواصل دعمه لقواته العسكرية ضد العدو".

آلاف العوائل مستعدون للتضحية

أما الإدارية في مؤتمر ستار بمقاطعة قامشلو، منيجة حيدر فأكدت في كلمتها أن عائلة كلو تمكنت من حمل واجب حرية كردستان على عاتقها وبأن لها باع طويل في مسيرة النضال والمقاومة من أجل شعبها، وبيّنت: "هؤلاء هم مثال لمقاومة ونضال الكرد، ونحن على ثقة بأن هناك الآلاف من عوائلنا الوطنية كعائلة كلو مستعدة للتضحية بأعز ما لديها في سبيل تحرير شبر واحد من كردستان".

مؤكدة: "عندما أوقدنا الشعلة الأولى لثورة روج آفا كنا على علم تام بأن هناك طريقاً طويلاً أمامنا وبأننا سنضحي بأبنائنا، ولكننا واصلنا هذا النضال لأننا واثقون من إرادتنا وفكرنا الذي نسير عليه".

"أبارك شهادة ابني عليكم جميعاً"

من جانبها، رحبت والدة الشهيد محي الدين إبراهيم، شمسي خان كلو بكافة الحضور، وقالت: "نحن فخورون بكم، هذا هو الشعب المقاوم المتمسك بشهدائه الذين ضحوا بأنفسهم من أجل شعبهم، فالتفافكم اليوم حول شهدائكم هو رد على كل من روسيا وأمريكا وتركيا".

مشيرة إلى مسيرة نضال الشهيد محي الدين، وبيّنت: "عانى الشهيد محي الدين الكثير طيلة مسيرة نضاله، فقد اعتقل مرات عدة على يد النظام السوري لأنه كان آنذاك عضواً في فرقة بوطان، ورغم كل ذلك لم يقبل بترك أرض روج آفا، لذا فإنني اليوم أبارك شهادته عليكم جميعاً".

وفي الختام قرئت وثيقة الشهيد محي الدين إبراهيم كلو، ومن ثم رفع رفاق درب الشهيد جثمانه على الأكتاف ليوراى الثرى في مزار الشهيد دليل صاروخان بمدينة قامشلو.